بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
قال الإمام علي عليه السلام :
أنتُم طُرَداءُ المَوتِ :
إن أقَمتُم لَهُ أخَذَكُم ، وإن فَرَرتُم مِنهُ أدرَكَكُم.
وهُو ألزَمُ لَكُم مِن ظِلِّكُم، المَوتُ مَعقودٌ بنَواصيكُم .
شرح الحديث :
نطارد لوحات بالنظر لنقرأها فتبشرنا أو تعلمنا الحذر : وهذه تنذرنا يوم قريب يأتي وليس لنا منه مفر ، فيا عجبا من يقرأ ويعتقد ولا يجدد في علمه وأعماله النظر ، ويحمد الله على الطاعة ويتوب مما أخطأ فيه ولإثمه صار بلا قدر بل كله شرر وينتظره الضرر ، عند رب لا يرضى بالمعاصي والطغيان والظلم والإصرار على الذنب عنده لا يغتفر .
فلم يسوف التوبة : من يرى الموت يلاقيه والعقاب لأعمال السوء ولا عذر لأحد بعد أن غبر ، أيرى أنه لم يحاسب ولا هناك عقاب وأنه قد أمن الخطر ، ولم يصدق بأن ما بعد الموت أيام فيها يشيب الصغير ويهرم مَن كبر .
.
وقد قال الله سبحانه وتعالى :
يعرفنا عز وجل : أنه مهما طال الزمان فهو قريب ، يوم يأتي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ويجب أن لا نغفل عنه ولا عن ثوابه نغيب ، بل نحضره ببصر حديد ونرى من الأحوال أمر عجيب ، كل شيء نجزى به إن خيرا فخير وإن لا فلا والعياذ بالله من كل شر ، تدبر ما بشرنا وحذرنا سبحانه من قرب الموعد وما يجب من العلم والعمل بكلام مختصر ، وما له من النتائج والأثر.
{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) } النحل .
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ
وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1)
مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) } الأنبياء .
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) } العنكبوت .
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) } آل عمران
من آمن و أتقى و صبر ، فله الحسنى لما عزم على الطاعات في كل لأمور ، ومهما طال الأمل فقد أقترب الأجل ، ويأتي غفلة وبغتة لا فرار منه ، ونتقدم له بساعات الزمان وبرح تكبر وبدن يهرم ، فطوبى والحسن والحسنات والجمال والنعيم للمؤمنين وهنيئا لهم .
وأما من أغتر : فنافق أو كفر ، وشره بالحياة الدنيا ، وطمع بالبقاء فيها ، وحرص على زينتها ولم يعمل للآخرة.
فأنظر : نتيجته ، ونتيجة المؤمنين ، وأختار منهما ما يصير إليه المفلحون .
وذكر الموت والحياة : في كتاب الله القرآن الكريم ، كثير الذكر ، قوي البيان ، جدي القضاء ، حتمي الوقوع ، ولم يجعل سبحانه لأحد عذر إن لم يعد لما بعده عدة ، وقد مرت بحوث فيه في شرح لوحات سابقة .
وقد قال الله سبحانه :
{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ
فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) } الجمعة .
فمن اهتدى : فلنفسه قدم الخيرات ، والنعيم ينتظره ، وإلا فلا .
وقد قال الله تعالى : في حتمية الموت وجزاءه الأعمال :
{ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ
وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (41)
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) } الزمر .
وكأنه : نحن نموت في كل وقت ننام فيه ، وكأنا ليس في هذه الدنيا ، فإن رجعنا واستيقظنا ، استيقاظ حقيقي وأعددنا أنفسنا ليوم ما بعده رجوع ، فزنا وربحنا وفي النعيم خلدنا ، وإلا الويل لم غفل عن يوم يرى فيه حقيقته وما قدم له من سوء التدبير ، ولا رجعه له بعده .
وأسأل الله : أن يجعلنا نفكر بحسن العاقبة ، ونعمل لها بما يحب ويرضى بجد وإخلاص له ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين
| |
الموضوعالأصلي : أنتُم طُرَداءُ المَوتِ !!! المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: